إلي رحمة الله

 

العالم الربَّاني محي السنة الشيخ أبرار الحق الحقي الهردوئي

ملاحظات و ذكريات

 

بقلم : الأستاذ محمد ساجد القاسمي/ أستاذ بالجامعة

 

     لقد تلفَّعت الأمة الإسلامية في شبه القارة الهندية بثوب الحداد بوفاة العالم الرباني الداعية الكبير محي السنة الشيخ أبرار الحق الحقي الهردوئي ، وذلك بنحو التاسعة إلا الربع ليلة الأربعاء 9/ربيع الثاني 1426هـ الموافق 17/ مايو 2005م بعد ما قاءَ قَيْئَتَيْن من الدَّم بعد صلاة المغرب ، فنُقِلَ إلى مستشفى «بالاجي» في مدينة «هردوئي» (Hardoi) حيث لفظ أنفاسه الأخيرة ؛ فإنَّا لله وَإنَّا إِلَيْه رَاجِعُونَ .

*  *  *

     كنت في مسجد قريتي فجر التاسع من ربيع الثاني ، وكانت الساعة تقترب نحو السادسة والربع، وإذا ابن اخي يقدَم من بلدة «بيهاني» (Pihani) ويدخل المسجد ويواجهني قائلاً : «تُوُفِّيَ الشيخ أبرار الحق في التاسعة ليلاً ، وسَيُصَلّى عليه في الثامنة صباحًا ؛ فإن شئت الحضور في الصلاة عليه فشأنَك» .

     لم يكد النعي يلامس أُذُنَيَّ حتى صعقني صعقًا، وأخذ مني الحزن والأسى كلَّ مأخذٍ ، وأصبحت شارد الذهن حائرًا ؛ لأنَّ النبأ كان خطبًا جلَلاً ألَمَّ بي ومصيبةً عظيمةً نزلت بساحتي.

فلما نعىٰ الناعي سألنـــاه خشيـــــــةً

وللعين خوف البين تَسكاب أمطار

أجَابَ قضى ! قلنا : حاجــةَ العلا

قال : مضى ! قُلنـــا : بكلِّ فَخَــارِ

     أسرعت إلى منزلي ، وأخذت أهبتي للسفر، وتوجَّهت إلى موقف الحافلات ، وقد صحبني ابن عمتي ، فركبنا الحافلة إلى مدينة «هردوئي» في السابعة إلا الربع ، ووصلنا المدينة في السابعة والنصف ؛ فهرعنا مسرعين إلى مدرسة الشيخ ، وإذا جموع حاشدة من النَّاس على الشارع الواسع على يمين بوَّابة المدرسة ويسارها ، وقد علا وجوهَهم الحزنُ والكآبةُ ، وإذا أُناس في صفٍ طويل يدخلون البوابة لينظروا إلى جثمان الشيخ نظرةً أخيرةً .

     حرصت كلَّ الحرص أن أُلْقِيَ نظرةً أخيرةً على الشيخ ؛ لأنّه سيغيب عن أنظارنا للأبد ، فلما رأيت الزحامَ شديدًا خارج المدرسة وداخلها أعياني الأمر ويئست من النظر إليه ، إلا أنه من سعادة حظي أني صادفت الأخ رشيد أحمد الكَنَدي الذي قد سبق أن تعلَّم في مدرسة الشيخ، ويتعلم الآن في الجامعة الإسلامية دارالعلوم ديوبند – هو أخذ بيدي وذهَبَ بي إلى باب المسجد المفتوح على سكة ، وكان الباب نفسه مكتظمًا بالداخلين والخارجين ، فدخلت مخترِقًا الزحامَ ، ووصلت إلى منزل الشيخ الواقع في المدرسة ، ودخلته من بابه الخلفي حتى تمكَّنتُ بشكل أو آخر من الوصول إلى سرير الشيخ الذي وُضِعَ على يسار مدخل منزله المفتوح على المدرسة ، فاكتحلت عيناي برؤيته الأخيرة ، وقد فتَّر الحزن كبدي وبلَغَ مني الأسى كلَّ مبلغ ؛ فخرجت حزينًا كئيبًا .

     ذهبوا بجنازته في نحو الثامنة حسب الموعد المحدَّد إلى مصلى العيد المقرر فيه الصلاة عليه . أما الزحام فحدِّث عنه ولاحرج ، وكان الطريق إلى المصلى يستغرق نحو خمس عشرة دقيقةً ، إلا أنَّ الجنازة وصلت إلى المصلى في نحو التاسعة والربع لشدَّة الزحام . وقد صلّى عليه فضيلة الشيخ المقرئ أمير حسن / حفظه الله . قُدِّرَ عدد المصلين عليه من المتوافدين من قاصي البلاد و دانيها بنحو خمسين ألفًا . وقد دُفِنَ في مقبرةٍ عامةٍ واسعة الأكناف بالقرب من قبر ابنه أشرف الحق الذي كان قد تُوُفي وهو في ريعان شبابه . والمقبرة على مرمى خطوة من مصلى العيد .

     وقد حاولت الاقتراب من قبره لحثو التراب عليه إلا أني تقاعست خوفًا على نفسي من كثرة الزحام والجموع المحتشدة من الناس حوله ، فانتظرت حتى فُضَّ عِقْدُ الزحام في نحو الثانية عشرة إلا الربع فحثوث على جدثه ثلاثَ حثَيَاتٍ قائلاً : «منها خَلَقْنَاكُم ، وفِيْهَا نُعِيْدُكم ، ومنها نُخْرِجُكم تارةً أُخْرىٰ» وتَمثَّلتُ بأحد أبيات الشاعر والأديب الشيخ ذوالفقار علي الديوبندي الذي رثابها الإمام محمد قاسم النانوتوي :

سقى الإله ضريحًا أنت ساكنه

ويرحم الله من يمـــدد بتـأمين

*  *  *

     إنني أعُدُّ نفسي سعيد الحظ ؛ لأني زرت الشيخ وتحدثتُ إليه قبل وفاته بأسبوع . فقد انتهى الامتحان النصف السنوي في دارالعلوم ديوبند يوم الأربعاء 2/ربيع الثاني 1426هـ ، فأردت أن أذهب إلى قريتي لمدة أسبوعٍ ، فقد طال بي العهد بلقاء أهلي وأسرتي كما نويت أن أزور الشيخ في هذه الرحلة .

     أخذت أهبتي للسفر، وذهبتُ بقطار «نوجاندي» إلى مدينة «هردوئي» ونزلت على المحطة قُبَيْلَ الفجر ، وكان بعض معارفي موجودين على المحطة ، فذهبوا بي إلى منزلهم ، وكان المنزل على خطوات من مدرسة الشيخ ، فصليت الفجر في مسجد المدرسة ، ثم عُدتُ الشيخ شعيب المظاهري الذي يعمل موظفًا في مدرسة الشيخ ، وكان مريضًا ومصابًا بالوجع في يده اليمنىٰ .

     ثم توجَّهت إلى المدرسة لزيارة الشيخ ، فسُجِّلَ اسمي في دفتر الزائرين فبقيت أنتظر الإذن ، فإذا بي أرى الشيخ يخرج من منزله على كرسيه النقَّال (Wheel-Chair) ويذهب إلى مكاتب المدرسة وفصولها الدراسية ويستعرضها استعراضًا . وبعد قليلٍ عاد إلى غرفته ، وقابلَ ضيوفًا ومدرِّسَينِ في حلقات المدرسة .

     وفي نحو التاسعة صباحًا أُذِنَ لي بالدخول ، فدخلت فسلَّمت عليه ، وصافحت ، وكانَ مضطجعًا على سريره ، فأشار إلي يخرج من منزله على كرسيه َّ أن أجلس على الكرسي الموضوع بجوار سريره ، فجلست وأقبلت عليه أسمع حديثه، وهو يقول بصوتٍ خافتٍ لكاتبه: «أعطوه الكُتيبات والنشرات» فقال الكاتب : قد فعلنا . وكان قد أعطانيها من ذي قبل ، ثم قال : «أعطوه خمس نسخٍ من النشرات المتعلقه بتعليم القرآن وتجويده» فأسرع الكاتب وأتى بها على الفور، فأعطاني إياها الشيخ نفسه بيده المباركة وقال : «في هذه النشرة منهج مفيد لتعليم القرآن وتجويده لاسيما للجَهَلَة والأميين والكبار الذين لا يُحْسِنُون تلاوة القرآن حسب قواعد التجويد . وهو أن يجلس الإمام أو الداعية بعد صلاة من الصلوات الخمس ويقرأ أمام المصلين كلمةً كلمةً من سورة كلَّ يوم ، مثلاً يقرأ من سورة الفاتحة «الحمد لله» يومًا ، و«رب العالمين» في اليوم الثاني ، و«الرحمن الرحيم» في اليوم الثالث ، و«مـٰـلِكِ يوم الدِّين» في اليوم الرابع ، وهلُمَّ جرًا . وقد جرَّبنا هذا المنهج في «علي جراه» وفي «مومبائي» فتعلَّم عدد لابأس به من النَّاس سورًا كاملةً عن طريق هذا المنهج ، وكانت التجربة ناجحةً جدًا» .

     وأضافَ قائلاً : «ما علينا إلا محاولة الإصلاح والدعوة ؛ فقد بدأت بالعمل في المدرسة وحدي ، فلما جئت هنا وُضِعَ سريران : أحدهما لي والآخر لتلميذي حبيب الرحمن الفقيد ، ووُضِعَ كتاب لتعليم الأطفال وهو «القاعدة البغدادية» فبدأت بالعمل باسم الله وعلى بركته ، فاتَّسَعَ نطاقه حتى شرَّق في البلاد وغرَّبَ كما ترون» .

     وكنت خلالَ حديثه أذنًا واعيةً وعينًا شاخصةً وقلبًا مفكرًا ، وما فاتَحتُه بشيء خوفًا عليه من التعب والإرهاق . فلما سكتَ سألتُه أن يدعو الله لي بأن يرزقني علماً نافعًا ويوفقني للعمل به ، فدعا بالفور قائلاً : «حقَّقَ الله جميع مطالبك» ولقَّنَني وردًا وهو «ياسُبُّوح ، يا قُدُّوسُ ، يا وَدُودُ ، يا غَفُورُ» وقالَ : «إذا مست بك حاجة إلى حاكمٍ أو رجلٍ تُخْشىٰ بوادره فاقرأ هذا الورد قبل مقابلته ؛ فالله تعالىٰ يجعله يرفق بك ويَرِقُّ لك ، ويُحَقِّقُ حاجتك» .

     ثم نهضت من عنده وأنا أستشعر الراحة والطمأنينة في قلبي ؛ لأني سعِدتُ بزيارته . فارقت الشيخ ، ولم أكن أَتَوقَّع أنها زيارة أخيرة لازيارةَ بعدها ، فقد كنت أردت أني سأزوره في عودتي إلى ديوبند ، ووقع ما أراد الله ، وكانَ أمر الله مفعولا .

لعمرك ما فارقت بغــــداد عن قلى

لو أنَّا وجــدنــا من فراقٍ لها بُـــــدَّا

كفى حزنًا أن رُحْتُ لم أستطع لها

وَداعًا ولم أحـــدث بساكنها عهدا

*  *  *

     وقصة معرفتي بالشيخ تعود إلى الثمانينيَّات من القرن المنصرم عندما كنت طالبًا صغيرًا في مدرسة كاشف العلوم ببلدة «بيهاني». قد عُرِفَ الشيخ في مدينة «هردوئي» والمناطق المتجاورة لها بـ «ناظم صاحب» (حضرة المدير) ، وكم من أناسٍ في تلك المناطق لا يعرفون من اسمه إلا هذا اللقب الذي عُرِف به . قد طَرَقَ هـذا اللقب مسامعي كذلك بين حين لآخر وأنا صغير ، وسمعت الناس يتحدثون : قالَ «ناظم صاحب» كيت وذيت ، وفعَلَ «ناظم صاحب» كذا وكذا .

     وقد رأيته أول مرة في بلدة «بيهاني» حيث كنت أتعلَّمُ الفارسية في مدرسة كاشف العلوم ، وكان قد حضرها ، فسعدت بزيارته .

     وسبب مقدمه إلى البلدة أن كان قد حدث أمر كانَ سُبَّةً للمسلمين و وصمةَ عارٍ عليهم ، فلما عَلِمَ به الشيخ أصبحَ على أحرَّ من الجمر، وذهب بسيارته إلى بلدة «بيهاني» وحَلَّ الأمر وحسَمَ القضية . وقد لقيه في البلدة أُناس كانوا مقصِّري اللحية ، فأنكر عليهم وأمرهم بإعفاء اللحي ، فأصبحَ آنذاك أمرُه ونهيُه حديثَ المجالس والنوادي.

     ثم أُتيحَ لي مرارًا أن ألقاه وأسمع مواعظه وخُطَبه كما أتيح لي أن أقضي أيامًا في مدرسته ، وسجَّلت بعض لقاءاتي وملاحظاتي بالعربية والأردية ، فَنُشِرت في المجلات .

     كنت أشدَّ النَّاس إعجابًا بشخصيته وورعه وتقواه ودعوته ونشاطاته في سبيل الدين ، وقد كنت أزمعت منذ أمد غير قليل أن أبايعَه وأتلَمَّذ عليه في التزكية والإحسان ، وكان هناك مشكلة كبيرة بأنه كان لايقبل أحدا للبيعة بسهولة ، وكان يفَوِّض الأمر إلى تلاميذه ومريديه ، فانتظرت وانتظرت حتى جاء الموعد ، فبايعته في 29/ شعبان 1424هـ ، وقال فيما قال عند البيعة: اتركوا المعاصي معصيةً معصيةً واعملوا الصالحات؛ فإنَّ البيعــة ميثاق مع الشيــخ ، فمن اقتــرف معصيــةً بعد البيعة كانَ كمن اقترف معصِيَتَيْنِ : المعصية ونقض الميثاق» .

     وقد قضيت العشرة الوسط من رمضان عام 1424هـ في مدرسته التي تتحول زاويةً في رمضان. وكان يخرج بين الفينة والفينة إلى غرف الضيوف ، فيسأل أحوالهم وما يحتاجون إليه . وقد لاحظت الإحسان والإتقان في جميع أعماله ، وكان يُغْضِبُه أن يرى الفوضى أو التشويش أو يرى النعال متناثرةً على باب الغرفة أو المسجد أو يرى الأباريق مبعثرةً هنا وهناك في المتوضى . وكان في كل ذلك عاملاً بقوله : «الله جميل يُحِبُّ الجمال» .

*  *  *

     تلقى مبادئ التعليم في مدينة «هردوئي» ثم تعلَّم في مدرسة مظاهر علوم «سهارنفور» وتخرَّج فيها ، كما تخرَّج في التزكية والإحسان على حكيم الأمة الشيخ أشرف علي التهانوي ، فكان يكثر الحديث عنه والاقتباس من كتبه حتى إنَّ الكثير من اللوحات واللافتات المعلَّقة في غرفته وبجدران المدرسة ماخوذة من كتبه أو مجالسه . وهو آخر من تُوفيَّ من تلاميذه ومريديه .

     كانَ أشدَّ الناس حرصًا على اتباع سنَّة الرسول في قوله وعمله ومأكله ومشربه وحركاته وسكناته بل في كل طور من أطوار حياته، و إحيائها ودعوة النَّاس إلى العمل بها ، حتى أصبحَ لَقبُ «محي السنَّة» جزءًا لا يتجزى من اسمه .

     كما كانَ أمَّارًا بالمعروف ونهَّاءً عن المنكر ودَعَّاءً إلى الخير، وكان لايجد فرصةً أو مناسبة إلا ويغتنمها لإسداء الخير وبذل النصح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .

     وكانَ أكثر الناس عنايةً بتعليم القرآن بالتجويد، وتصحيح كلمات الأذان والإقامة وكلمات التحية التي يخطئ كثير من النَّاس عندنا في الهند بالنطق بها ، وتعليم الصلاة . فقد أسَّسَ مدرسةً في مدينة هردوئي ، وسمَّاها «أشرفَ المدارس» لتعليم القرآن وتحفيظه وتعليم العلوم الإسلامية ، فكان الكبار – بجانب الصغار – يأتون إليها ويتعلمون من القرآن ما يحتاجون إليه في صلاتهم ، كما يتعلمون الأذان والإقامة حسبَ السنة النبوية .

     كان بجانب المدرسة مجلس دعوي ، وهو «مجلس دعوة الحق» وكان مديرًا له . وكان المجلس يقوم بشؤون الدعوة ، وقد نَشَرَ الشيخ عن طريق المجلس شبكة مدارس إسلامية لتعليم القرآن في طول البلاد وعرضها ، وقد بَلَغَ عددها أكثر من مأة مدرسة .

     كانَ يختلف في بداية عهده إلى القرىٰ والأرياف في مديرية هردوئي والمناطق المتآخمة لها إما ماشيًا على قدمية أو بالدراجة ، وأحيانًا كانَ يقطع بالمشي أكثر من خمسة وعشرين كيلو مترًا . وكل ذلك في سبيل الدين والدعوة والإصلاح .

     وقد ساعده وشاركه في مهمته الدعوية والإصلاحية شيخان صالحان : أحدهما الشيخ بشارت علي السلطانفوري رحمه الله نائب المدير في المدرسة سابقًا ، وثانيهما الشيخ المقرئ أمير حسن السيواني حفظه الله ، وقد عادت مجهودات هؤلاء الدعاة الثلاثة بنفع كبير على مسلمي المنطقة .

     كانَ من أسرة أرستقراطية ، فقد كان أبوه رجلاً صالحًا ، محاميًا مسموع الكلمة ، ذا مكانة مرموقة ، وكان لايتولى الدفاع إلا عن قضايا المظلومين . ويرتقي نسبه إلى العلامة المحدث الشيخ عبد الحق الدهلوي ، فقد نَسَبَ نفسه إليه ، فكان يكتب أحيانًا «أبرار الحق الحقي» .

     كان يقضي حياةً غايةً في النظام والترتيب ، سواء كان في حضره أو سفره ، فكانَ قد وزَّعَ أوقاته كلها للأعمال ، فكان للعبادة وقت ، وللعمل وقت ، وللقاء وقت ، وللراحة وقت . وكان مهيبًا وقورًا لايجرء أحد على مفاتحته أو النقاش معه .

     كان مربوع القامة ضاربًا إلى القِصَرِ ، أسمر اللون مشربا بالحمرة ، بحيح الصوت ، بعيد ما بين الحاجبين ، خفيف العارضين ، قد عصرته الأمراض والأسقام عصرًا فعاد هزيلاً ، ذكيا متوقد الذهن حتى في كبره وشيخوخته يؤاخذ و يسأل على قطمير ونقير .

     لقد رأيت كثيرًا من العلماء والدعاة في الهند وزرتهم إلا أني ما أُعْجِبْتُ بأحـد ما أُعْجِبْتُ بالشيخ ، فقد رأيته عن كثبٍ ، وزُرْتُه مرارًا وتكرارًا، وسمعت ممن شهدوا ليلَه ونهاره وأمسه وغده وجهده وجهاده ، فعلمت أنه من العلماء الربانيين ومن كبار الدعاة في هذا العصر .

     أمطر الله عليه شآبيب رحمته وأسكنه فسيح جنانه وعوَّضَنا عن خسارته .

*  *  *

*  *

مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، الهند . جمادي الثانية – رجب 1426هـ = يوليو – سبتمبر 2005م ، العـدد : 7–6 ، السنـة : 29.